الجمعة 05 يوليو 2024

دليلك إلى الاستقرار العاطفي

من اجل علاقة زوجية ناجحة وسعيدة .. المبادئ الأساسية للعلاقة العاطفية السليمة

الزواج الناجح
الزواج الناجح

العلاقة الأكثر صعوبة التي سنواجهها على الإطلاق هي علاقتنا مع أنفسنا. حيث أن الهدف من حياتنا هو أن نكون راضيين عن أنفسنا ومستوعبين لكل ما يحدث لنا. 

حياتنا بلا شك، ستكون مليئة بالصعود والهبوط، التحولات، العقبات، التحديات، الإنجازات والانتصارات. فمن الناحية المثالية، سوف نتعلم من تجاربنا حتى تكون حياتنا أفضل وأكثر صحة وذات معنى وهدف. 

الوظيفة الأولى والأكثر أهمية في حياتنا هي معرفة أنفسنا بأفضل ما في وسعنا، وعلى أكمل وجه، وبمجرد أن تكون لدينا فكرة جيدة عن انفسنا، سنكون حينها على استعداد لبدء رحلة أن تكوين علاقة عاطفية. 

ربما تكون العلاقة العاطفية مع زوجك هي ثاني أكثر العلاقات تحديا لأي منا على الإطلاق. حيث أنه قبل الدخول في علاقة عاطفية تكون أقصى أهدافنا هي تحقيق طموحاتنا الشخصية وراحتنا في حياتنا، ولكن بعد تكوين العلاقة العاطفية يزيد على ذلك أننا نحتاج إلى دعم طموحات وأهداف وراحة شريك حياتنا. يمكنك أن تتخيل مدى تعقيد وصعوبة خلق تجربة صحية، صادقة، محترمة، شاملة، مبهجة، مُحبة، وتحسين تعبير الفرد عن نفسه وتحقيق ذاته لكلاً من الشريكين.

على الرغم من أن العلاقة العاطفية والصداقة والألفة والتواصل والشعور بالأمان هي السمات المميزة للعلاقة الناجحة، إلا أن هناك سبعة مبادئ أساسية تحدد علاقة الحب وتجعلها صحية.

العلاقة الدائمة الناجحة

1. المشاركة في تعلم ونمو بعضكما البعض

  • كل واحد منا هو مرآة للآخر، حيث أننا نتعلم من مشاعر وسلوكيات شريكنا. إن اكتساب وجهات نظر جديدة من خلال حياة شريكنا يحسن من جودة حياتنا، حيث أن العلاقة هي وضع مريح ومربح للطرفين.
  • بالإضافة إلى ذلك، قد تكون اهتمامات شريكنا بمثابة أرض خصبة لتعلمنا ونمونا الجديد، حيث أنه مع نمو شريكنا، نحن ننمو أيضا.

2. التقدير واحترام خصوصية وحدود بعضكما البعض

  • نحن جميعا مختلفون. لا ينبغي أبدا أن يُنظر إلى اختلافاتنا الفردية على أنها تقليل من شخص للآخر، ولكن تعتبر فرص لاكتساب منظور جديد. العلاقة الصحية تغذي وتحتضن وتشجع كلاً من صفاتنا الخاصة.
  • كن حذرا من العلاقات التي تحاول السيطرة عليك، التي تحاول إخفاء شخصيتك لأنها تهددك عندما لا ترى الأشياء بطريقتها؛ أو التي تحبطك لأنك مستقلاً.
  • كن حذرا من الشريك الذي يحاول أن يجعلك مثله تماما لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي تُشعره بالراحة في العلاقة.
  • في علاقة صحية ومُحبة، تحترم حدود زوجك. بمعنى انكم كطرفين للعلاقة تمنحان بعضكما البعض المساحة التي تحتاجون إليها بعيدا عن العلاقة أي أن تكون بمفردك، وتكون مع الأصدقاء، وأن تسعى وراء اهتماماتك الخاصة، بما لا يضر بصحة وسلامة تلك العلاقة.

3. تشجيع التواصل الصحي ولغة الحوار

  • تشعر بالحرية والراحة لقول كل ما يدور في ذهنك، لا ينبغي أن تتوقع أن تتفق انت وشريكك على كل شيء، لذلك من الضروري الحفاظ على أن يكون اتصالك مع شريكك مباشرا وصادقا؛ وليس دائم الانتقاد أو يصدر أحكام طوال الوقت، او يشهر بك أو يلومك.
  • أنك حقا "تستمع" إلى ما يقوله شريكك، ليس فقط الكلمات، ولكن الطريقة التي يعبر بها هذا الشريك عن عواطفه ومشاعره، وسلوكياته وأفعاله.

4. المشاركة في المُثل والقيم المتشابهة

  • من الناحية المثالية، أنتما على نفس الرأي حول قضايا الحياة الرئيسية والقيم الأسرية، وتربية الأطفال، والحياة الدينية، وحتى السياسية، بمعنى وجود أرضية مشتركة، إن وجود طريقة متماثلة للنظر إلى الحياة يخلق طريقة مختصرة للتواصل بينكما في القضايا المهمة.
  • وهذا لا يعني أن الأشخاص الذين من خلفيات وثقافات وأديان وطرق تفكير (أيديولوجيات) مختلفة لا يمكن أن يكونوا زوج مثالي. ولكن قد تستغرق هذه الاختلافات وقتا أطول لفهمها والعمل عليها، حيث أن هذا يكون ممكناً تماما عندما يُقدِر الشركاء بعضهم البعض بما يكفي لإنجاح العلاقة وجعلها تعمل بشكل جيد.
شريك الحياة

5. الثقة في بعضكما البعض دون أسئلة

  • الثقة تعني أنك تصدق أن شريكك لديه القدرة على التغلب على متاعب الحياة ويستطيع الوقوف بجانبك.
  • الثقة بين شريكي العلاقة الناجحة، هي الثقة التي لا تتزعزع بغض النظر عما يحدث، سيظل شريكك مخلصا لك وللعلاقة، سيحترم التزاماته، لن يكذب، وسيظل منفتحا على حل أي صعوبات قد تظهر بينكما.

6. المشاركة في قرارات واختيارات الحياة الرئيسية

  • ستحدث المشاكل حتما أثناء العلاقة، ولكن لا ينبغي لأياً من الشريكين استدعاء التفكير في كل ما حدث من مشاكل واختلافات قديمة مع كل مشكلة جديدة، لان ذلك يدفع الى الشعور بالإحباط والغضب عند ظهور كل مشكلة جديدة ويزيد من احتمال عدم القدرة على الحل.
  • من المهم أن تضع في اعتبارك أن جزءا من الالتزام بعلاقة الحب هو التغلب على مشاعرك عند حدوث اي مشكلة والتنازل عن توقعاتك الشخصية خلالها، من أجل الوصول إلى حل وسط يحقق أفضل مصلحة للشريكين.
  • في الواقع، غالبا ما يتطلب من طرفين العلاقة، التركيز على الوصول للحل الوسط الصحيح، والتوازن الصحيح، وذلك بالاعتماد على المعرفة والخبرة والحكمة السابقة لكلاً منهما.
  • تعلم كيفية الأخذ والعطاء هو عملية مهمة في حل المشكلات. ولكن قبل كل شيء، يجب أن يساهم كل شريك بالتساوي في اتخاذ القرارات والاختيارات الرئيسية.

7. القدرة على ترك الأمور تسير وتمضي (عليك أن تتخطى)

  • حياتنا دائمة التغير، ولا شيء يبقى على حاله، بالرغم من أننا قد نريد احياناً أن تبقى الأشياء كما هي، لأن هذا يجعلنا نشعر بالأمان.
  • حتما، ستجد كل علاقة عاطفية بعضاً من التقلبات والتغيرات الشديدة، ونحن كشركاء، نحتاج إلى الوصول إلى الجزء التالي من الرحلة حتى نستطيع أن نكمل ونتخطى.
  • على الرغم من أننا قد نشعر بخيبة أمل أو إحباط أو حتى صدمة بسبب ما ألقت به الحياة علينا، إلا أن العلاقة المُحبة والصحية تعلمنا أنه من خلال الوقوف معا والتخطي سويا، سنصل بنجاح إلى ما ينتظرنا على الجانب الآخر. حيث أنه في الاتحاد قوة وتوازن.

وفي النهاية:

علاقاتنا الأكثر حبا ثمينة بالنسبة لنا وتستحق اهتمامنا الكامل وغير المجزأ، المستمر، الاحترام، الرعاية، اللطف، والرعاية المُحبة للعطاء.