السبت 06 يوليو 2024

لغة الحوار والتواصل .. ما يجب ان تعرفيه عن أهم مكونات العلاقة الزوجية الناجحة

الحوارات بين شركاء
الحوارات بين شركاء الحياة

أغلب الأزواج لم يتعلموا كيفية وجود لغة حوار بينهما، حيث أنه بدون هذه المهارة، قد يحدث تشوه وتلف للعلاقة الزوجية مع مرور الوقت، وبدون القدرة على التعبير عن النفس والاستماع إلى الآخرين، لا يمكن للزوجين تحقيق العلاقة الزوجية الناجحة والاستمرار فيها. 
من خلال تطوير مهارات التواصل (الاتصال مع شريك حياتك) الخاصة بكِ، ستتمكنين أنتِ وشريكك من إقامة علاقة مريحة، والحفاظ على المحبة والاحترام بين شخصين يحبان بعضهما البعض.

الغرض من وجود لغة الحوار في العلاقة الزوجية

  • واحدة من أكبر المشاكل في التواصل هي أن معظم الأزواج لديهم فكرة أساسية خاطئة عن الغرض من التواصل، حيث أن كلا منهم يتحدث مع شريكه في صورة مناقشة، يقدم فيها كل منهما رؤية مسبقة من واقع ما يجري بين الشريكين، و قد تكون رؤية كل منهما مختلفة ولا يستطيعون التعرف على ذلك، و قد يكون لكل منهما زاوية لكنه لا يرى زاوية الطرف الآخر، ولا يدركون أصلا ان زاوية الرؤية مختلفة بينهما.
  • الخطأ في هذه الطريقة الشائعة هو الافتراض المسبق الخاطئ بأن أيا من الشريكين يمكنه الدخول في المحادثة بتصور دقيق للواقع، وهذا غير ممكن لأن أيا من الشخصين ليس لديه المعلومات اللازمة لتحديد ما هو الواقع ...
  • أحد أسباب التواصل بين الشريكين هو تحديد ماهية الواقع والنقاش في امور الحياة فيما بينهما، يتضمن التواصل تعاون شخصين أثناء مشاركتهما وفحص جميع تصوراتهما ومشاعرهما وأفكارهما للتوصل إلى فهم دقيق لما يحدث.

التعاون في وضع لغة الحوار 

يعلم الجميع أن التواصل هو ببساطة مسألة التحدث والاستماع. ومع ذلك، يعتقد معظمنا بالخطأ أن مسألة التواصل بسيطة. ونفشل في إدراك أنه بدلا من التواصل بصورة عفوية وفطرية، يحتاج التواصل الناجح الى مهارات محددة يمكن تعلمها وتطويرها في أنفسنا من أجل التحدث مع أحبائنا والاستماع إليهم.

اساليب التواصل وحوار الأزواج

تعلمي اساليب التواصل التي ستساعدِك أنتِ وشريكِك على تجاوز المواقف المؤلمة والصراعات التي تنشأ مع كل خلاف زوجي. حيث أن الأزواج قادرون على إنشاء علاقات أقوى ويبدأ ذلك من خلال أن يصبحوا أكثر وعيا بمدى الترابط العميق بينهما، والتركيز على هذا المبدأ وعدم تجاهله اثناء الحوار.

جربي تمرين الحوار المكون من 4 خطوات مع شريكِك وذلك باستخدام امثلة لمشكلات أو خلافات قد تعطلِك عن إقامة علاقة ناجحة ومرضية.

الخطوة 1: الحوار المعكوس المتبادل

كيف تستمعين إلى شريكِك دون تشويه أفكاره ومشاعره؟
يمكن الإجابة على هذا السؤال من خلال التمرين التالي.

تمرين الحوار المعكوس المتبادل

  • أخبري شريكِك بالرسالة التي تريدين أن تسمعيها، حيث أنه يجب أن تبدأ الرسالة ب "أنا" وتصفِ مشاعرِك. (مثال: "أنا أشعر بالأذى عندما تتحدث معي.")
  • ثم يعكس شريكِك رسالتِك. مثال: "لو أنا فهمت صحيحاً، فإنكِ تشعرين بالأذى عندما أتحدث إليك. أليس كذلك؟"
  • إذا شعرتِ أن شريكِك لم يفهم رسالتِك، فاشرحي له مرة أخرى واطلبي منه أن يعكس لكِ حتى يتم استلام الرسالة وفهم ما تقصديه.
  • أكملي رسالتك، إذا سمعك بدقة، سوف يقول لكِ، "هل هناك شيء أخر تريدين أن تقوليه؟"، وهذا يساعدِك على إكمال مشاعرِك ويمنع شريكِك من الرد على الرسائل غير المكتملة وغير المفهومة.
  • عند اكتمال رسالتك، يلخص شريكِك كل الرسالة. (مثال: "دعيني أقول لكي ما إذا كنت قد فهمت ما تقصديه ...")
  • وفي النهاية، يجب عليه أن يؤكد عليكِ فهمه كل شيء، من خلال قول "هل فهمت كل شيء؟"
الحوار المعكوس المتبادل

عندما يتم سماع رسالتِك بدقة، يمكنِك بعد ذلك الانتقال إلى الخطوة التالية.

الخطوة 2: التحقق من الصحة

لماذا لا يكفي مجرد الاستماع إلى شريك حياتِك؟
قد يؤدي عدم وصول المعلومة المقصودة بشكل صحيح من طرف للطرف الآخر الى فشل الحوار وتزايد المشاكل بين الزوجين ولذلك لا يكفي مجرد الاستماع لشريكك، حيث أنه يجب عليكِ أن تتعلمين أن تعطي اهتماما كبيرا لفهم واستيعاب شريكِك. 

 تمرين التحقق من الصحة

  • لا يشترط على شريكِك الموافقة على قولكِ حتى يتحقق من صحتها.
  • من أجل التحقق من صحة رسالتِك، يحتاج شريكِك إلى استخدام اللغة الصحيحة. 
    يجب أن يستخدم جملا مثل هذه: "هذا منطقي لأن ..." أو "أستطيع أن أرى ما تقوليه ..."، قد يكون استخدام عبارة "منطقي" مفيدا، فهو يخبرِك أنه لا يعتقد أن مشاعرِك مجنونة.
  • يجب أن يتأكد شريكِك من أنكِ تشعرين بالتحقق من الصحة قبل التحدث. إذا قمت بذلك، فانتقلي إلى الخطوة التالية.

الخطوة 3: التعاطف

بمجرد التعبير عن الشعور، حان الوقت لوضع نفسك في مكان شريكِك.
الخطوة الكبيرة التالية في عملية الحوار هي أن يتعاطف شريكِك مع مشاعرِك التي عبرتِ عنها. اكتشفي شعوره، واذهبي إلى هذا المكان معه، ادخلي إلى هذا المكان معه وسيعرف أنكِ موجودة له في تلك اللحظة، ويعتبر هذا اتصال.

تمرين التعاطف

  • يمكن لشريكِك أن يبدأ تمرين التعاطف بعبارة مثل، "يمكنني أن أتخيل أنكِ قد تشعرين ..." أو "أستطيع أن أرى أنكِ تشعرين ...."
  • نظرا لأنه من المستحيل معرفة ما يشعر به الشخص بالضبط، يجب على شريكِك التحقق من الدقة، حيث أنه يجب أن يسأل "هل هذا ما تشعرين به؟" إذا لم يفهم الشعور، يجب عليك إعادة معالجة الرسالة؛ أي صياغتها من جديد.
  • إذا كنتِ تتشاركين مشاعر جديدة مع شريكِك، فعند التكرار يجب أن يعكس تلك المشاعر. (على سبيل المثال، "هل هناك المزيد حول هذا الشعور؟")
التعاطف

الخطوة 4: تقديم الهدايا

حان الوقت لتطلبين من شريكِك طلبا صغيرا وإيجابيا. ما الذي تريدينه ولا تحصلين عليه؟ 
بدلا من الشجار مع شريكِك حول هذا الموضوع، قومي بتحويل إحباطِك إلى قول رغبة ما بداخلك .. مثل طلب هدية.

تمرين الهدية

  • إبدأي بطرح شيء بسيط مثل، "الآن، هل يمكنني أن أطلب طلب؟"، (مثال: "هل يمكنك المجيء لمعانقتي؟، هل يمكنك أن تقول لي كلمة طيبة؟")
  • يجب أن يستجيب شريكِك لطلبتِك.
  • استمرا في تقديم "هدايا" لبعضكما البعض، حتى يحدث تحول ويمكنِك رؤية شريكك دون أحكام مسبقة.
تقديم الهدايا

عندما تنتهي من حوارِك المتعمد، اعكسي الأدوار، أنتِ الآن المتلقية لمشاعر شريكِك ويجب عليكِ أن تبدأي بالتمرين بأمثلة شبيهة لما سبق ولكن مع عكس الأدوار، ومع الممارسة، يمكنِك أنتِ وشريكِك الاستمرار في إنشاء زواج ناجح كما تحلمين به أن يكون. 

العلاقة الزوجية لم تعد أمرا سهلا خاصة مع زيادة أعباء الحياة وتنوع العلاقات الاجتماعية والتطور التكنولوجي الآخذ في التسارع، ونظرا لأن هذه العلاقة هي الأسمى والأهم وهي مصدرا للراحة وسط كل صراعات الحياة فلا يجب عليكي أن تهمليها أو تتهاوني في تقديرها، تحتاج لمزيد من المعرفة والتدريب ..

ولأن التواصل والحوار بين الأزواج هي أمور بالغة الأهمية، فسنظل في موقع “هي أونلاين” في فتح المزيد من الموضوعات بخصوصه، فالحوار والتواصل يحتاج لمهارات عديدة أخرى قد لا نكون قد ذكرناها بعد في هذا المقال مثل بناء الأرضية المشتركة وغيرها، لذا داومي على المتابعة في هذا الباب من موقع “هي أونلاين” للتعرف على المزيد.