الجدال فن يمكنك ممارسته بصورة صحية في علاقتك العاطفية.. فلنجعل من خلافاتنا مكاسب

"توقف عن المبالغة أنها دراما للغاية" ، "أشك جدا أن…" ، "هذا كلام سخيف…" هذه الكلمات المحبطة لأي حوار أحيانًا نستخدمها أثناء الخلافات مع الشريك، حيث أنها لم تتم بشكل جيد، ويمكنها أن تأخذ المحادثات إلى منعطفات حادة تجاه الإحراج والإحباط للطرف الأخر. 
على سبيل المثال؛ دائما نفكر في "هو فقط لا يستطيع التعامل معي وقت الاختلاف معه"، ولكن لم يكن هذا هو الحال. 
ربما تكون الطريقة التي نختلف بها لم تكن الأفضل، لذلك علينا تجربة طرقًا مختلفة بدلاً من إغلاق أذنينا، عليكِ فتحهما. حيث أنه يمكن أن نختلف سويًا دون أن نقاتل معًا. 
فيما يلي 4 نصائح هامة يمكن لأي شخص استخدامها لتعلم كيفية المجادلة باحترام مع زوجك...

1- خلع قفازات الملاكمة

قبل أن تبدئي الحديث، تحققي من نبرة صوتِك ولغة جسدِك، تذكري أنه يمكنِك الاختلاف دون قتال، ابدئي بإخباره بوجهة نظرك، دون الإساءة إليه، فيما يلي بعض الأمثلة عن كيفية البدء بهذه الطريقة:

• "الطريقة التي اراها…"
• "أنا أشعر…"
• "لست متأكدًا من أنني أوافق لأن…."
• "أسمع ما تقوله، لكن أفكاري ..."

2- طرح الأسئلة

في بعض الأحيان لا نتفق لأننا ببساطة لا نفهم تمامًا كل الأسباب الكامنة وراء وجهات نظر بعضنا البعض، لذلك لا تقفزي إلى الاستنتاجات وتفترضي أنه ليس لديه أسباب وجيهة، اطرحي الأسئلة بطريقة بسيطة وفضولية حتى تتحققي بما يدور في رأسك، وحتى لا يراها وكأنكِ تقللين من شأنه.

هل تعلمين أن أغلب الرجال يخشون عدم تقديرهم من زوجاتهم؟ 
قد لا يقولها زوجك أبدًا لكِ، لكنه يحتاج إلى موافقتك وتشجيعك أكثر من أي شخص آخر في حياته. عندما تبدو لهجتك وكأنك تقللين من شأنه، فيفكر ويقول داخله "هذا دليل على أنها لا تقدرني ولا تحترمني". 
لذلك احرصي على التعامل مع آرائه على أنها صحيحة، حتى تفهمين وجهة نظره أولًا، وإذا لم تفهميه في البداية، اطرحي عليه أسئلة مثل:

• "كيف أتيت إلى هذا الاستنتاج؟"
• "لماذا تعتقد ذلك؟"
• "متى بدأت تشعر بهذه الطريقة؟"

3- استمعي بعناية وتحققي من صحة ما يقوله دائمًا

في كثير من الأحيان، نكون متحمسون للغاية بشأن آرائنا ومشاعرنا والأسباب التي تجعلنا لا نتوقف للاستماع حقًا إلى آراء الشخص الآخر. عندما يستمع كل منكما ويشارك الأخر رأيه، يمكنكما الوصول إلى حل وسط أفضل.

بعض الطرق البسيطة والعملية للاستماع الجيد هي عدم المقاطعة، والحفاظ على التواصل البصري، وتكرار ما فهمتي أنه يقوله.

4- التفكير في الأطفال

عندما ينشأ خلاف بينكما، ننسى أحيانًا أن لدينا جمهورًا صغيرًا يشاهدنا ويتعلم منا، وهما الأطفال. هذا لا يعني أننا يجب ألا نختلف أبدًا أمام الأطفال وأن يكون لدينا دائمًا ابتسامة مزيفة على وجوهنا، ولكن في الواقع، رؤية المشاجرة العرضية التي يتم حلها بطريقة صحية هي أداة لتعليم الأطفال كيفية المجادلة باحترام مع زوجك.

يؤدي عدم الاتفاق باحترام أمام الأطفال إلى معرفة الأطفال بأنكما شخصان مختلفان لديهما أفكار ووجهات نظر مختلفة، وهذا يتيح لهم معرفة أن هذا الاختلاف جيد! لأنكما لا تزالان في نفس الفريق في النهاية، يؤدي الاختلاف باحترام إلى طمأنة الأطفال بأن بنية الأسرة مستقرة وصحية.

وفي النهاية:

يجب علينا سؤال أنفسنا هذه الأسئلة: 
ماذا لو لم أكن أنا السبب في المشاجرة؟ ماذا لو كنت أختلف بطريقة محترمة ولكن الطرف الأخر لا يتبع هذه الطريقة؟ 
دعينا نقول أنه يمكن أن يحدث ذلك، خاصةً إذا كانت طريقتك المعتادة في الاختلاف هي إلقاء الكلمات القاسية، بذلك قد يزداد الأمر سوءًا قبل أن يتحسن. 
ولكن نريد أن نشجعك: حاولي الرد بطريقة مختلفة على أي حال، قد يكون هذا من الصعب في البداية، حيث أنكِ سوف تضطرين إلى عض لسانك، وقد يستغرق الأمر وقتًا، ولكن إذا ثابرتِ، فمن المرجح أن يتعامل زوجك بالمثل بهذه الطريقة المحترمة.